اليوم كنت أجلس على حافة إحدى الجبال العالية التي تقع بالقرب من منزلي
كنت أنظر إلى السماء تارة وإلى الأرض تارة أخرى
كنت أشاهد عظمه الله عز وجل وجمال خلقه في السماء
وكنت أشاهد البشر وتخبطهم من أجل لقمه العيش في الأرض
لطالما شعرت بأن هناك رابط غريب بين السماء والأرض
وأن لي علاقة بهذا الرابط بطريقة أو بأخرى
فمن أنا؟!
هل أنا قوة الخير، أم أنا قوة الشر؟!
هل شر نفسي أقوى من خيرها؟!
لطالما شعرت بأن أحدا يقف بجانبي، يود أن يلفت إنتباهي بأي طريقة
اليوم عرفته، أو قد يكون هو من صرح عن نفسه
إنــه الشيطــان!
ظهر امامي واخذ يقترب مني ببطء
ثبات نفسي أو ربما الشر الدفين بداخلي كان أكبر من الخوف منه
فنظرت إليه بنظرة متسائلة،، ما أتى بك؟!
ابتسم وقال لي أنه كان متأكد اني لن أخشاه
قال إن اختياره لا يخطيء أبدا
وقال لي شيئ غريب،،
قال أنه كان يراقبني منذ فترة طويلة، لقد إكتشف ما لم أكتشفه في شخصيتي من قبل
وأخذ يذكرني بما كان يدور في تفكيري وما كنت أقول لبعض أصدقائي
ذكرني حينما كنت أسخر من تعامل الأنظمة العربية مع ثورات الربيع العربي
فكنت أقول لا عجب في تفكيرهم،، فعدد كبير من خلايا دماغ الإنسان تتوقف عن العمل بعد الثلاثين
فما بالك برجال ومستشارين للأنظمة يقارب عمرهم الخمسين وأكثر
كنت أضحك
بالنسبة لي،، هم فريسة سهلة لأي مؤامرة من الخارج
وأكاد أجزم بانهم لن يفعلوا شيء
فالرخاء والسلام جعلهم بنعومة الحرير
ذكرني حين جلست مع أصدقائي أشرح لهم كيف من الممكن إخماد الثورات بأبسط الطرق وبحلول أبسط بكثير من استخدام العنف وإهدار الدم
ذكرني بفكرة استخدام الفئران لذعر وتفريق المتظاهرات النساء
وذكرني بفكرة اختلاق حرب وهمية مع دولة مجاورة للتخلص من مجاهدين التيارات الإسلامية
ذكرني،، وذكرني
ذكرني بماض أسود كان عقلي فيه يتخبط بين الخير والشر
وعدني بالمجد،، بل وعدني أن يكون لدي من النفوذ والمال ما لم أحلم به
وعدني أن أتولى أعلى المناصب السياسية
حينها أجبته،، نعم تذكرت
وبسذاجه اندمجت وقلت له،، نعم أتذكر أيضا حين فكرت كيف أقضي على الماسونية بثلات حركات كمثل حركات الشطرنج وأني خمنت أن مده كل حركة 3 سنوات، بعدها ستركع الماسونية عاجزة أمام العالم
أرتجف الشيطان غضبا وقال لي إن عرضه واضح وصريح
هذا النفوذ والمال مقابل التفكير بما سيمليه هو علي!! فقط لا غير!!
لم يعجبني علو صوت الشيطان،، بل شعرت بالاستفزاز
فانا شخصية ترفض الخضوع لمن أراه أقل مني أيا من كان
حينها أغمضت عيني محاولا كتم غضبي وقلت له بهدوء:
إنك تعلم عني الكثير،، لكن ماذا تعلم عن نفسك؟!
أنت بالكاد خاسر وخسارتك آتية عاجلا أم آجلا
ويقينك بخسارتك جعلك تتخبط في الأرض باحثا عن حلفاء جدد لك
رفع صوته أكثر قائلا أني سأندم والموت،، فقاطعته قائلا: لا أخشاه
إذا كنت تهددني بالموت فانا لا أخشاه
فانا لم أجد لمتع الدنيا ما يجعلني اتشبث بها مثلك
فتحت عيني ونظرت إلى الحافة التي كنت اجلس عليها ثم نظرت إليه وقرأت علامات الدهشة على وجهه،، قلت له متحديا: إذهب ولا تستفز غضبي أكثر، لا تجعلني أقتلك هنا وأقلب موازين الخير والشر في الدنيا الآن
أخذ الشيطان يختفي بالتدريج أمام عيني ضاحكا
لم أفهم معنى ضحكته وهل هذه هي بداية قصتي معه أم نهايتها
خـاطــرة بين الخير والشر
بقـــــــــــــــلم: فلسفة قلم
javascript:emoticonp('
')